رحلتي مع العقيلات

غلاف: رحلتي مع العقيلات

يحكي المؤلف قصة رحلته مع العقيلات خروجا من بريدة مرورا بالأردن وفلسطين ومصر والعراق مع ذكر فوائد تاريخية وبعض ما يواجهه من عادات البلدان التي يمر بها

لم أكن أنوي حين فرغت من تأليف كتاب عن العقيلات، رحلاتهم وتنقّلهم أدلاء على قوافل التجارة متعهدين لنقل الحجاج تجاراً للإبل والخيول أن أُعيد الكَرّة في كتابة مثل هذه السيرة التي استغرقت مني جهداً كبيراً في البحث عن المادة لأكثر من خمس سنوات.

بيد أني — وبعد أن فرغت من كتاب العقيلات — ألحَّ عليّ الكثير من الأصدقاء، خاصة أبناء العقيلات بأن أكتب رحلتي معهم باعتبارها حدثاً يصوّر الواقع تفاصيل دقيقة وحيّة بصفتي أحد أبناء العقيليات الذي كان له حظ مرافقة قوافلهم في آخر رحلاتهم.

عاصرت الكثير من شيبهم وشبابهم، عرفت عاداتهم وتقاليدهم في مجالسهم وسفراتهم، في بيعهم وشرائهم، وعندما بدأت في الكتابة وقفت في حيرة: هل تكون الرحلة على نسق كتب الرحالة العرب، تسجيل الأحداث يوماً بيوم، وتسجيل أسماء المدن والقرى والموارد، أو أتخذ لها أسلوباً يجمع بين القديم والحديث، فأذكر أسماء المدن والقرى والموارد، بداية من القصيم إلى الشام ومصر والعراق؟

ووقفت أمام أمرين: الأول: من الجائز أن تكون هذه المدن أو القرى، أو الموارد غير معروفة لهذا الجيل. الأمر الثاني: قد تكون هذه المدن أو القرى أو الموارد لها أصول وجذور تاريخية لكنها مع مرور الزمن قد اكتسبت مسميات حديثة وأكون بذلك قد أضفت جديداً يستفيد منه القارئ الكريم.

وقد وجدت أنه من المناسب أن أجمع بين القديم والحديث مع فكرة بسيطة عن الأسس التاريخية وتفصيلات حديثة لهذه الأماكن.

وإن كان هذا الاختيار سيتطلب مني الجهد في البحث عن المصادر التاريخية لكن ما حياني أمام هذه المسؤولية التي تفرضها أمانة البحث.

وها أنذا وبعد جهد كبير أفرغ من هذه الرحلة التي أعادت إليّ ذكريات الصِّباء والشباب أقدّمها مع رجائي إلى كل صاحب كلمة أن يتحمل ما كتبته.

وحسبي أنني ساهمت بقدر متواضع في هذه الرحلة التي تناولت فيها جانباً غير معروف عن حياة فئة من أبناء نجد كان لهم السبق في الانفتاح على عالمنا العربي الواسع.

وأملي أن تلقى قبولاً لدى القارئ الكريم.
والله ولي التوفيق