وانطلقت المدافع عند الظهر
المدفعية المصرية خلال حرب رمضان
تقديم الفريق محمد سعيد الماحي
إن المدفعية المصرية الرهيبة لعبت أخطر الأدوار .
بهذه الكلمات الواضحة الحاسمة وصف صانع القرار الخطير لحرب أكتوبر الرئيس محمد أنور السادات ما قامت به المدفعية في هذه الحرب . لقد كانت المدفعية دائماً وفى كل الحروب التي خاضتها القوات المسلحة المصرية عبر التاريخ كانت صاحبة الدور الرئيسي فيها ، وذلك محصلة عمل شاق وجاد لم يمتد خلال أيام أو شهور ولكنه امتد عبر سنين وقرون .
ولقد اتصف رجال المدفعية دائماً بالشجاعة والأصالة والرجولة وورثوها جيلاً بعد جيل . ومن هؤلاء الرجال «أبو غزالة» كاتب هذه الفصول . امتدت معرفتي به سنين طويلة . عرفته شاباً متحمساً وطنياً مخلصاً . كان من منجزي ثورة ٢٩ يوليو ونهل من مناهل العلم والمعرفة وخبر فنون المدفعية بمدارسها المختلفة وبرز فيها . وتمرس فى مناصبها صغيرها وكبيرها فكان القائد الصغير الطموح وكان المعلم الفذ صاحب المدرسة . وتوج ذلك كله بشجاعته وإقدامه خلال معارك ٦ أكتوبر وأثبت فيها أصالة الجندى المصري . كان لشجاعته وشخصيته ثباته خلال فترة من أحلك فترات القتال حين كادت السيطرة على القوات أن تضيع ـ تمكن من فرض سيطرته على هذه القوات فتماسكت وثبتت ودمرت العدو وردته على أعقابه.
حين يتحدث أبو غزالة عن المدفعية فى ٦ أكتوبر فإنما يتحدث عنها حديث الرجل المجرب والقائد المتمرس الذي اشترك فيها خطوة خطوة ومرحلة مرحلة فى التخطيط والتدريب والتنفيذ . فأداها بنفسه فى مسرح القتال فهو بذلك يتحدث من موقع المشاركة الفعلية ومن موقع القيادة والمسؤولية.
وهو بذلك حديث الصادق الأمين .