المجاز بين اليمامة والحجاز
يقول المؤلف عن الكتاب:
فكان هذا الكتاب قصة هواية، وثمرة تجربة، ودفقة وفاء.. عسى أن يكون لسالك هذا الطريق دليلاً، ولمن يصحبه مؤنساً، ولمن يطلب فيه الحقيقة أميناً..
وسميته: «المجاز.. بين اليمامة والحجاز» وما هو بنقيض الحقيقة في عرف البلاغيين. ولكنه من: جاز الطريق يجوزه، إذا قطعه. أدنى اسم على مسماه، لم تتكلفه السجعة، ولم يؤت به من أجلها.
التزمت في تأليفه ذكر ما يجتازه خط السير أو ما يبصره المجتاز يمينا وشمالا من أعلام الأمكنة، أرضاً أو وادياً، أو جبلاً، أو بلاداً، أو منهلاً، أو أثراً.. وربما جرّ البحث إلى ذكر ما له صلة بما هو في التزامنا، فيخرج على هذه القاعدة وهو قليل، أحدد مكان العلم، وأضبطه بالشكل، وربما بالحرف، وأصفه وصفاً موجزاً، وأورد جلّ ما قيل فيه من الشعر إن وجد، وأورد ما ذكره علماء المنازل والديار كله أو جله، إذا كان ورد له ذكر، وأشير إلى الخلاف في التسمية أو التحديد، وأورد ما قيل فيه من الشعر الشعبي بما يصل إلى علمي، وأبين أين يقع هذا العلم بالنسبة لديار القبائل قديماً وحديثاً غالباً.. وأشير إلى ما وقع فيه أو حوله من أحداث، أو قصص، أو آيات قرآنية، أو أحاديث نبوية، أو آثار، أو أخبار. وأذكر ما كان مرادفاً له، وما حدث في اسمه من تحوير أو تأثير.. كل ذلك على وجه الأغلب والأشمل.
وما اكتفيت فيما دونته بمعلوماتي الخاصة، أو بما تحويه المراجع التي بين يدي، وهي جمهرة مراجع جغرافية جزيرة العرب، أو ما تلقيته من الرواة مشافهة أو نقلاً.. بل نظمت رحلات هذا القصد، والتقيت بالعارفين في كل منطقة، وطبقت المعلومات على الطبيعة عبر هذا الطريق كله، وخصصت سوق عكاظ، ومنطقة الطائف، وما بينها وبين مكة، برحلتين مستوعبتين.
ساعد في تنظيمهما وفي اختيار الأدلاء الأكفاء له سعادة الأمير الجليل عبد العزيز بن فهد بن معمر، الرجل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.. اختار لدلالتنا في سوق عكاظ، وما بينها وبين الطائف، الشريف نوار بن عبد الكريم الجودي، ولعمري إنه لشريف في نفسه، وفي كلمته وفي عروبته، واختار لدلالتنا فيما بين الطائف ومكة علي بن معيوف القصير كبير القصران النمور أهل الهدة، وأنه لعالم بأرضه، خبير ببلاد قومه..
ولا أدّل بالدعوى، ولا أبرّئ نفسي.. وحسبي أنني اجتهدت، وإن المنصفين ممن يدركون مشقة التأليف، ومعاناة البحث.. سينصفون هذا الأثر ويضيفون على هناته وهفواته.. جناح التسامح وغلالة الاسجاح.. والكمال لمن تفرد به.
مباحث الكتاب:
اليمامة
في وادي حنيفة
الرغام (عريق البلدان)
من مراة إلى الدوادمي
بين التسرير والدودمي
من الدوادمي إلى عفيف
جبلة وأيامها
من الموجات القبلية في نجد
في عالية نجد
النير وما حوله
بين عفيف وحمى كليب
سجا وما حوله
بين خنثل وظلم
مَرَّان والسِّيّ ووَجْرَة
حَضَنٌ وما حوله
نَجْد وحدوده
سوق عُكاظ
الطائف ونواحيه
بين الطائف ومكة
المشاعر المقدسة وما حولها
في مكة المكرمة
الحجاز وحدوده
مقالة عن الكتاب في مجلة العرب عام 1970: