حرب أكتوبر
مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي
يؤرخ الفريق الشاذلي -رئيس الأركان للقوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر- أحداث الحرب الشهيرة من الخطة الهجومية والتجهيز والإعداد لها بالتفاصيل، وحكايات من داخل قيادات الجيش، والعلاقات مع الاتحاد السوفييتي ومشاركة الدول العربية وإدارة العمليات وتعليقات النقاد
يقول المؤلف عن سبب تأليف الكتاب وما سماه (أكاذيب السادات):
على الرغم من صدور كتب كثيرة عن حرب أكتوبر 1973 بين العرب وإسرائيل، فما زال هناك الكثير من الحقائق الخافية التي لم يتعرض لها أحد حتى الآن، كما أن ثمة حقائق أخرى قام بعضهم بتشويهها أحياناً عن جهل، وأحياناً أخرى عن خطأ متعمد لإخفاء هذه الحقائق، ومن بين الموضوعات التي ما زالت غامضة تبرز التساؤلات الآتية:
لماذا لم تتم القوات المصرية بتطوير هجومها نحو الشرق بعد نجاحها في عبور قناة السويس، ولماذا لم تستولِ على المضائق في سيناء؟
هل حقاً كان ضمن تصور القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية أن يقوم العدو بالاختراق في منطقة الدفرسوار بالذات، وأنها أعدت الخطة اللازمة لسحق هذا الاختراق في حالة وقوعه؟ وإذا كان هذا حقيقياً، فلماذا لم يقم المصريون بالقضاء على هذا الاختراق فور حدوثه؟
كيف تطور اختراق العدو في منطقة الدفرسوار يوماً بعد يوم، وكيف كانت الخطط التي يضعها العسكريون تنقض من قبل رئيس الجمهورية ووزير الحربية؟
من هو المسؤول عن حصار الجيش الثالث؟ هل هم القادة العسكريون أم القادة السياسيون؟
كيف أثّر حصار الجيش الثالث على نتائج الحرب سياسياً وعسكرياً، لا على مصر وحدها بل على العالم العربي بأسره؟
عندما قررت أن أبدأ في كتابة مذكراتي في أكتوبر 76 – أي بعد ثلاث سنوات من حرب أكتوبر 73 – لم يكن هدفي فقط هو كشف أكاذيب السادات التي عمد إلى تأليفها جزافاً بعد أن وضعت الحرب أوزارها، بل كان هدفي الأول هو إعطاء صورة حقيقية للأعمال المجيدة والمشرفة التي قام بها الجندي المصري في هذه حرب. إن من المؤسف حقاً أن السادات ورجاله لم يستطيعوا تقديم هذه الحرب في الإطار الذي تستحقه كعمل من أروع الأعمال العسكرية في العالم. لقد عمدوا إلى الكليشيهات الإنشائية والبلاغية دون الاستعانة بلغة الأرقام والتحليل العلمي للعوامل المحيطة بها. لقد انحصر همهم في إخفاء وطمس دور الفريق سعد الدين الشاذلي الذي كان يشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية لمدة امتدت من مايو 71 (29 شهراً قبل بداية الحرب) وحتى 12 ديسمبر 73 (سبعة أسابيع بعد وقف إطلاق النار)، ولم يعلم السادات أن هذا الحقد على الفريق سعد الدين الشاذلي قد أساء إساءة بالغة للقوات المسلحة المصرية؛ فلكي يتجاهش هو ورجاله ذكر دور الفريق الشاذلي لم يستطيعوا أن يذكروا كيف تم إعداد القوات المسلحة وتجهيزها لهذه الحرب، ولم يستطيعوا أن يذكروا كيف قامت القوات المسلحة بعبور قناة السويس، ولم يستطيعوا أن يذكروا كيف وقع أول تصادم بين الفريق الشاذلي والرئيس السادات يوم 16 من أكتوبر لخلاف في الرأي حول القضاء على العدو الذي اخترق في منطقة الدفرسوار، ولم يستطيعوا أن يذكروا كيف تطور القتال غرب القناة يوماً بعد يوم، وكيف كانت آراء العسكريين تنقض من قبل السياسيين. لقد اعتقد السادات ورجاله أنهم يستطيعون أن يحكوا قصة حرب أكتوبر، وألا يكون نصيب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية سوى أربعة أسطر يلقون فيها عليه باللوم بصفته المسؤول عن الثغرة! ما أتهمه هذا التفكير! أو يظن هؤلاء أنهم يستطيعون أن يثبتوا ما يقولون؟ أو يظن هؤلاء أنه ليست لدينا الوثائق التي تثبت أنهم كاذبون؟ ويل للكاذبين الذين يقولون الكذب وهم يعلمون.
لقاء مع المؤلف يحكي فيه خطة الحرب: